وفي كلمته خلال مأدبة الدولة، أكد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا: "في رحلة الخمسة عقود من التطور الجيد للعلاقات بين فيتنام وإيطاليا، يحتاج الجانبان إلى بذل الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بشكل أعمق وأكثر تنوعًا في الفترة المقبلة".

إحياءً لذكرى ما حدث قبل 10 سنوات، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج إلى إيطاليا، اتفق البلدان على إقامة شراكة استراتيجية. وأكد الرئيس سيرجيو ماتاريلا أن هذا الإطار السياسي مهم، ويساعد العلاقات الفيتنامية الإيطالية على تحقيق العديد من الإنجازات كما هي اليوم.

الرئيس فو فان ثونغ وزوجته والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وابنته يلتقطون صورة معًا. الصورة: صحيفة تيان فونغ

مؤكدين أن العلاقة بين البلدين هي مظهر من مظاهر التضامن والمودة الصادقة؛ قال الرئيس سيرجيو ماتاريلا إن العلاقات بين البلدين هي تراث لكلا البلدين، وقد تطورت العلاقة بين البلدين باستمرار بشكل متنوع وفعال، حتى في الأوقات الأكثر صعوبة، وأصبحت مظهراً واضحاً للصداقة بين البلدين والشعبين، ومن الأمثلة المحددة على ذلك دعم البلدين لبعضهما البعض خلال الوباء من خلال التبرع بالأقنعة الطبية ولقاحات كوفيد-19.

وقال الرئيس سيرجيو ماتاريلا إن فيتنام وإيطاليا تعتمدان في أنشطتهما الدولية على قيم السلام والتعددية، وهي قيم أساسية لمواجهة التحديات الكبرى في الحاضر والمستقبل. من مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى الهجرة، ومن مكافحة الجريمة الدولية إلى تغير المناخ. وتدرك إيطاليا وتقدر تقديراً عالياً فعالية الأنشطة الدولية التي تقوم بها فيتنام، وخاصة مساهماتها في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام.

أكد الرئيس سيرجيو ماتاريلا أن "فيتنام شريك مهم لتحقيق التوازن والتقدم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي المنطقة التي تركز عليها إيطاليا بشكل متزايد، بما يتفق مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي". ومن الأمثلة البارزة على ذلك الزيارة التي قامت بها مؤخراً سفينة الدورية البحرية الإيطالية "فرانشيسكو موروسيني" إلى مدينة هوشي منه، والتي تهدف إلى إظهار التزام إيطاليا بحرية الملاحة في المنطقة.

من جانبه، أكد الرئيس فو فان ثونغ في رده أن الشعب الفيتنامي سيتذكر دائمًا الدعم القيم الذي قدمه الشعب الإيطالي لحرب المقاومة الفيتنامية من أجل الاستقلال والحرية وإعادة التوحيد الوطني. وكان أحد رموز هذا الدعم سفينة الصداقة "أسترالي"، التي نقلت الضروريات من الشعب الإيطالي لمساعدة الشعب الفيتنامي في أواخر عام 1973، بقيادة الكابتن لوتشيانو سوساي من مدينة جنوة الساحلية. دخلت فيتنام فترة بناء الأمة بعد الحرب. وواصلت إيطاليا دعم فيتنام من خلال مشاريع المساعدة الإنمائية، مما ساعد فيتنام على تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق تفشي مرض كوفيد-19، دعمت إيطاليا فيتنام بما يقرب من 3 ملايين جرعة من لقاح كوفيد-19؛ فيتنام تدعم إيطاليا بالأقنعة الطبية. وأكد الرئيس فو فان ثونغ: "إننا نتقاسم الأوقات الصعبة ونتغلب على الوباء معًا".

وأضاف الرئيس أنه على مدى نصف القرن الماضي، وعلى أساس الصداقة المتين، أصبحت إيطاليا وفيتنام شريكتين مهمتين بشكل متزايد في جميع المجالات، من السياسة - الدبلوماسية، والتجارة - الاستثمار إلى الثقافة - السياحة، والتعليم - التدريب، وما إلى ذلك، وتتعاونان بشكل وثيق على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف. قبل عشر سنوات، أقامت فيتنام وإيطاليا شراكة استراتيجية، مما فتح رحلة مهمة في العلاقة بين البلدين، وتعزيز التعاون بين فيتنام وإيطاليا لتطويره بشكل عميق وشامل وفعال ومستدام.

وأكد الرئيس أن العلاقات التعاونية بين فيتنام وإيطاليا تتوسع باستمرار في عالم اليوم الذي يشهد تغيرات مستمرة وفرص وتحديات متشابكة عديدة، بما يتماشى مع القيم والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي.

وفي إشارة إلى محتوى التبادل مع الرئيس وكبار القادة الإيطاليين خلال هذه الزيارة، قال الرئيس فو فان ثونغ إن الجانبين يتقاسمان الرغبة والتصميم على نقل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى صفحة جديدة، أقوى وأكثر فعالية، والمساهمة في الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة وحل القضايا العالمية على أساس التوازن والمنفعة المتبادلة، واستغلال مزايا وإمكانات كل بلد، لصالح شعبي البلدين، من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.

في إن إيه