وفي منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت الحكومة السويدية عن استراتيجيتها الدفاعية للفترة 2025 - 2030، وهو ما يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في تغيير التفكير العسكري في البلاد. وبموجب الخطة، ستخصص السويد 170 مليار كرونة سويدية (14.9 مليار يورو) للدفاع العسكري و35.7 مليار كرونة سويدية (3.1 مليار يورو) للدفاع المدني، مما يرفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2028. وعلى وجه الخصوص، تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز التعاون بين السويد والدفاع المدني. تركز الخطة على توسيع الخدمة العسكرية، بهدف تجنيد 10 آلاف مجند سنويا بحلول عام 2030 و12 ألف مجند بحلول عام 2035.
بدأ التغيير في سياسة الدفاع السويدية مع الحرب بين أوكرانيا وروسيا في عام 2022، ما أجبر البلاد على التخلي عن تقاليد الحياد والانضمام رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي. منذ عام 2015، بدأت السويد في تعزيز قدراتها الدفاعية وزيادة الدعم لأوكرانيا في الصراع. وتظهر الاستراتيجية الجديدة للسويد التزاما عميقا بالأمن الجماعي لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك زيادة الاستعداد وتحديث أنظمة الدفاع والتعاون الوثيق مع حلفاء الناتو.
من المتوقع أن يتطلب تنظيم زمن الحرب للقوات المسلحة السويدية حوالي 130 ألف جندي بحلول عام 2035. مصدر الصورة: وزارة الدفاع السويدية |
وفي هذا السياق، خصصت السويد الكثير من الموارد لدعم أوكرانيا بمساعدات عسكرية تبلغ قيمتها 48 مليار كرونة سويدية (4.2 مليار يورو)، بما في ذلك المعدات العسكرية الحديثة مثل دبابات Stridsvagn 122 ومركبة المشاة القتالية CV90 ونظام المدفعية ذاتية الحركة Archer. لقد علمت السويد، من خلال خبرتها المكتسبة من الحرب في أوكرانيا، أهمية الحفاظ على الاحتياطيات الاستراتيجية والقدرة على تجديد المعدات بسرعة في حالة نشوب صراع طويل الأمد. وهذا يفسر لماذا تركز استراتيجية الدفاع الجديدة في السويد على الدعم اللوجستي والقدرة على حماية البنية التحتية الحيوية.
ومن أبرز أهداف هذه الاستراتيجية إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني للتعامل مع الهجمات السيبرانية المحتملة من روسيا. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل السويد أيضًا على تعزيز تطوير وتكامل التقنيات العسكرية الجديدة، وخاصة في مجال الدفاع المدني.
وقد سلط الصراع في أوكرانيا الضوء على الحاجة إلى التكيف السريع مع التقنيات الجديدة في الحرب وضمان القدرة على تجديد الذخيرة والإمدادات الاستراتيجية الأخرى.
ولهذا السبب تعتزم السويد العمل بشكل وثيق مع شركات الدفاع لتعزيز القدرات التكنولوجية، فضلاً عن تخزين المواد المهمة لضمان القدرة على التعامل مع الصراعات الطويلة الأمد.
ولا تركز السويد على المجال العسكري فحسب، بل تولي أيضاً اهتماماً خاصاً بالدفاع المدني. وتعتقد الحكومة السويدية أن الدفاع المدني لا يتعلق فقط بحماية البنية التحتية المادية، بل يتعلق أيضًا بالمرونة الاجتماعية والدفاع السيبراني. وتشمل الإجراءات الجديدة إنشاء أنظمة استخبارات ومراقبة متقدمة، بمشاركة القوات الجوية السويدية، لتعزيز القدرة على تحديد التهديدات المحتملة والرد عليها بسرعة.
إن دمج نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً S 106 Global Eye من شأنه أن يعزز قدرات الكشف والتتبع في السويد، ويحل محل نظام ASC 890 الأقدم، والذي سيتم نقله إلى أوكرانيا. مصدر الصورة: ساب |
وبالإضافة إلى ذلك، تركز استراتيجية الدفاع السويدية أيضاً على توسيع نطاق الخدمة العسكرية. ومن المتوقع أن تحتاج السويد بحلول عام 2035 إلى نحو 130 ألف جندي لتنظيم أوقات الحرب، ويشكل زيادة عدد المجندين السنويين جزءا مهما من هذه الخطة. وتعتقد الحكومة السويدية أن توسيع الخدمة العسكرية ضروري للحفاظ على قوة دفاعية قوية بما فيه الكفاية، لحماية الأمن الوطني والوفاء بالتزامات حلف شمال الأطلسي بموجب المادة الثالثة من المعاهدة.
وبالإضافة إلى ذلك، تستعد السويد أيضًا لاتخاذ تدابير لتعزيز سلسلة القيادة وتحسين جودة القيادة في الجيش. وتخطط الحكومة لإنشاء مركز امتحان عسكري آخر لإدارة التجنيد المتزايد. وفي الوقت نفسه، يمكن للمجندين السويديين أيضًا المشاركة في جهود الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك إمكانية الانتشار الدولي في سيناريوهات تنفيذ المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي.
ولا تركز السويد على الجانب العسكري فحسب، بل تركز أيضاً على تحسين أنظمة اللوجستيات وتحديث الوحدات العسكرية. خلال الفترة 2025 - 2035، سيتم إنشاء العديد من كتائب المدفعية والمدفعية الصاروخية ووحدات الاستخبارات والهندسة واللوجستيك لدعم العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي. ويشكل تعزيز قدرات الدفاع الجوي والضربات بعيدة المدى أيضًا جزءًا لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية الجديدة، مما يساعد السويد على التعامل بشكل أكثر فعالية مع التهديدات الخارجية المحتملة.
سيتم تعزيز قدرة البحرية على القتال السطحي من خلال ترقية منتصف العمر للكورفيتات من فئة فيسبي وشراء مقاتلات سطحية جديدة من فئة لوليا بين عامي 2025 و2030. مصدر الصورة: وزارة الدفاع السويدية |
ستواصل القوات الجوية السويدية الاحتفاظ بستة أسراب مقاتلة بطائرات JAS 39 Gripen حتى عام 2030. وفي الوقت نفسه، تدرس السويد بدائل لهذه المقاتلات، بما في ذلك تطوير أنظمة محلية أو التعاون مع شركاء دوليين لضمان صيانة القوة الجوية على المدى الطويل. .
بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الحكومة السويدية أيضًا بشكل كبير في قدرات الضربات بعيدة المدى، بما في ذلك شراء الذخائر التي تلبي متطلبات حلف شمال الأطلسي وتحديث أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
وتشكل الأنشطة الفضائية أيضًا جزءًا مهمًا من استراتيجية الدفاع السويدية. وتخطط البلاد لتعزيز قدراتها الدفاعية الفضائية من خلال تطوير أنظمة الاستشعار والاستجابة السريعة. وفي الوقت نفسه، ستقوم السويد أيضًا باستبدال أنظمة الطائرات بدون طيار القديمة، وتوسيع برامج تدريب الطيارين المقاتلين، وتطوير البنية التحتية للقواعد الجوية لتلبية متطلبات حلف شمال الأطلسي.
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://congthuong.vn/chien-su-nga-ukraine-khien-thuy-dien-chi-dam-cho-quoc-phong-354020.html
تعليق (0)