(CLO) جذبت المقاتلة الشبحية الصينية من الجيل السادس، التي تم اكتشافها لأول مرة في أواخر ديسمبر 2024، انتباه الخبراء العسكريين.
وظهرت صور مسربة لهذه النماذج من الطائرات في وقت واحد في اثنتين من كبرى شركات تصنيع الطائرات الصينية، هما شركة شنيانغ للطائرات ومجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات.
ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من الجيش، يقال إن الطائرة - التي يطلق عليها مؤقتًا اسم J-36 - قيد التطوير بميزات ثورية، ولكن على حساب المرونة والعمليات القائمة على حاملات الطائرات للتركيز على مهام خاصة أخرى. ويعتقد الخبراء أن هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في طموحات تحديث القوات الجوية الصينية.
مميزات التصميم المتميزة
تم تصميم الطائرة J-36 بدون ذيل، على غرار أحدث الطائرات الشبحية الأمريكية مثل B-21 Raider. يقلل التصميم الخالي من الذيل من اكتشاف الرادار، ولكنه يحد أيضًا من القدرة على المناورة.
ويشير هذا إلى أن الطائرة J-36 لا تركز على المعارك الجوية القريبة ولكنها تهدف بدلاً من ذلك إلى مهام استراتيجية مثل مهاجمة الأهداف من مسافة بعيدة أو قيادة أنظمة غير مأهولة في عمليات واسعة النطاق.
وقال جون ووترز، الطيار المقاتل السابق في القوات الجوية الأميركية، إن التصميم تم تحسينه لتحقيق التخفي وليس القدرة على المناورة. وقارن بين طائرة J-36 وطائرة B-21 Raider، مؤكداً أن الطائرات الكبيرة مثل J-36 ليست مخصصة للقتال الجوي القريب، لكنها تركز على المهام الاستراتيجية.
حمولة وأداء مثير للإعجاب
ويقدر الخبراء أن أقصى وزن للإقلاع للطائرة "جيه-36" يزيد على 45 طناً، متجاوزة بذلك طائرة "ميج-31" الروسية. يسمح تصميمها الكبير ومخازن الأسلحة الكبيرة لها بحمل صواريخ جو-جو وجو-أرض بعيدة المدى، بما في ذلك صاروخ PL-17 بمدى يصل إلى 400 كيلومتر. وتتجاوز سرعة هذا الصاروخ 4 ماخ، مما يوفر القدرة على اعتراضه ومهاجمته من مسافات بعيدة، ما يعزز فعالية القتال في سيناريوهات القتال الجوي الحديثة.
وقال بيتر ليتون، ضابط متقاعد في القوات الجوية الأسترالية، إن الهيكل الكبير لطائرة جيه-36 ونظام الهبوط ذي العجلتين المزدوجتين يشكلان شهادة واضحة على قوتها وحمولتها. وتوقع أيضا أن تتمكن الطائرة "جيه-36" من تنفيذ مهام مرافقة القاذفات الاستراتيجية الصينية أو حماية المناطق الاستراتيجية دون الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي أرضية.
الدور في الحرب القائمة على البيانات
ومن المتوقع أن تصبح الطائرة J-36 حلقة وصل مهمة في الحرب القائمة على شبكات البيانات. وبدلاً من أن تكون طائرة في الخطوط الأمامية، فإنها تعمل كمركز قيادة، وتربط بين الأنظمة غير المأهولة ومقاتلات J-20 وJ-35A.
وقال المعلق البحري لو قوه وي إن الطائرة جيه-36 قادرة على جمع ومعالجة ومشاركة المعلومات من ساحة المعركة في الوقت الحقيقي، مما يساعد على تحسين الوعي الظرفي وتحسين فعالية القتال للتشكيل بأكمله. وتشبه قدرة التكامل هذه برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم (NGAD) التابع للقوات الجوية الأمريكية، والذي يهدف إلى التنسيق بشكل وثيق بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة.
التحديات والقيود التي تواجه عمليات النقل
وعلى الرغم من رصد نموذجين من طائرة J-36 بتصميمين مختلفين، إلا أن قدرة الطائرة على العمل على حاملات الطائرات تظل سؤالا كبيرا. وتتميز النسخة التي تم رصدها في شنيانغ بتصميم أكثر إحكاما ومحركين مزدوجين ومثبتات قابلة للطي، وهي تبدو أكثر ملاءمة لمهام حاملات الطائرات.
ومع ذلك، يؤكد خبراء مثل بيتر لايتون أن تكييف طائرة J-36 لتلبية متطلبات الهبوط والإقلاع من حاملات الطائرات قد لا يكون فعالا، خاصة وأن الصين تمتلك بالفعل سلسلة طائرات J-35 المخصصة لهذه المهمة.
وأشار ليتون أيضًا إلى أن سرعة هبوط طائرة J-36 قد تصل إلى 180 عقدة، وهو أعلى بكثير من 135 عقدة للطائرات الموجودة على حاملات الطائرات. وللتغلب على هذه المشكلة، احتاجت الطائرة إلى إضافة رفارف ونظام فرامل معقد، مما أدى إلى تقليل كفاءة التصميم.
التحول الاستراتيجي للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي
ويظهر تقديم الطائرة J-36 أن الصين تتحول من استراتيجية دفاعية تقليدية إلى استراتيجية هجومية على مسافات أطول، على الرغم من عدم وجود دعم من أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في المناطق البعيدة عن أراضيها.
وعلق كيلي جريكو، الخبير في مركز ستيمسون، بأن الطائرة J-36 هي رمز للتحول إلى الحرب الآلية للغاية والمبنية على الذكاء الاصطناعي. وهذا لا يقلل من خطر حياة الإنسان فحسب، بل يقلل أيضًا بشكل كبير من سلسلة قتل الهدف - من الاكتشاف والتتبع إلى الهجوم.
ورغم التحديات التقنية والاستراتيجية، فإن طائرة J-36 تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في قدرات القوات الجوية الصينية. وبفضل قدرتها على الاندماج في شبكات الحرب الحديثة وتنفيذ مهام بعيدة المدى، فإن نموذج الطائرة هذا ليس رمزًا للتطور التكنولوجي فحسب، بل هو أيضًا أداة لإعادة تشكيل الاستراتيجيات العسكرية المستقبلية للصين.
وبالإضافة إلى نماذج الطائرات الحالية مثل J-20 وJ-35، ستلعب J-36 دوراً مهماً في تعزيز قوة ونفوذ القوات الجوية الصينية على الساحة الدولية، خاصة في سياق تكثيف القوى العسكرية الأخرى أيضاً لتطوير طائراتها من الجيل السادس.
نغوك آنه (وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست، منطقة الحرب)
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/tiem-kich-the-he-thu-6-cua-trung-quoc-la-gi-co-so-duoc-b-21-raider-cua-my-va-mig-31-cua-nga-post329193.html
تعليق (0)