تناولت حلقة نقاشية في منتدى بوآو لهذا العام في هاينان بجنوب الصين تحديات الحوكمة العالمية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. الصورة: Shutterstock صورة توضيحية. (المصدر: Shutterstock) |
وبحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست ، ناقش خبراء الذكاء الاصطناعي وقادة الأعمال في منتدى بواو الآسيوي في هاينان بالصين كيف يمكن للعالم بناء نماذج حوكمة فعالة لجميع البلدان.
أكد البروفيسور زينج يي، من الأكاديمية الصينية للعلوم وعضو الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للذكاء الاصطناعي التابعة للأمم المتحدة، أن الصين والولايات المتحدة يمكنهما التعلم من بعضهما البعض لبناء بروتوكولات سلامة الذكاء الاصطناعي، إذا عدلت واشنطن نهجها التنافسي. وقال إن قرار الولايات المتحدة بتقييد مشاركة الصين في شبكة الأمان الدولية للذكاء الاصطناعي كان خطأ، وأكد أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تخلق عالما مشتركا للبلدين.
كانت سلامة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي محور المنتدى هذا العام، والذي استقطب مجموعة واسعة من كبار المسؤولين والأكاديميين والشركات. وأكد زينج يي على ضرورة التعاون الثنائي لتعزيز الحواجز الأمنية في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس بالاعتماد على الحكومات فحسب، بل أيضًا من خلال الروابط بين شركات البلدين. وأكد أن السلامة وتطوير الذكاء الاصطناعي ليسا متناقضين بل يمكن أن يتعايشا.
يتفق الخبراء على أن حوكمة الذكاء الاصطناعي تتطلب مؤسسات عالمية وآليات توحيد معايير مشتركة. واقترح تشانغ يا تشين، عميد معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي بجامعة تسينغهوا، إنشاء هيئتين رئيسيتين: واحدة تركز على تطوير التكنولوجيا وإدارتها، وهيئة تنسيق السياسات لتعزيز التعاون بين البلدان.
وأكدت الصين دورها في هذا المجال من خلال إعلان شركة DeepSeek عن نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في يناير/كانون الثاني، وهو ما جذب انتباهًا دوليًا. ومع ذلك، في قمة سيول للذكاء الاصطناعي في مايو/أيار 2024، عندما أنشأت الولايات المتحدة وعدة دول شبكة أمان دولية للذكاء الاصطناعي، لم تشارك الصين. ووفقا للسيد زينج يي، فإن هذا يسلط الضوء على الحاجة إلى منصة أكثر شمولاً مثل الأمم المتحدة، حيث يمكن لكل دولة - بما في ذلك البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل - أن يكون لها صوت.
ومن جانبها، ومع التزامها بتعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول، من خلال برامج التدريب للدول النامية وبناء شبكة بحثية واسعة، وخاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق، تدعو البلاد إلى مشاركة جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لكنها لا تسعى إلى الهيمنة على المجال بأكمله.
وعلق البروفيسور جيانغ شياوجوان، من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، على أن ظهور DeepSeek ساهم في خلق بيئة تنافسية بدلاً من الاحتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تقليل المخاوف بشأن السيطرة على التكنولوجيا. وأضافت أنه في سوق تنافسية حقيقية، يمكن حل العديد من المشاكل دون الحاجة إلى إجراء مناقشات سياسية رفيعة المستوى.
ويظل السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت الصين والولايات المتحدة قادرتين على التعاون لضمان سلامة الذكاء الاصطناعي، ولكن من الواضح أن آلية الحوكمة العالمية المرنة والقابلة للتكيف ستكون أساسية لمواكبة وتيرة تطوير هذه التكنولوجيا.
المصدر: https://baoquocte.vn/chi-ra-mot-sai-lam-cua-washington-ve-ai-chuyen-gia-dat-cau-hoi-mo-ve-hop-tac-my-trung-309366.html
تعليق (0)