إلهام خالد
باعتباره صهرًا لبينه دينه، الأرض التي كانت ذات يوم عاصمة مملكة تشامبا، أتيحت للدكتور بورنساوان نونثافا الفرصة للتواصل مع فخار تشام ثم الشغف به. وفي مسيرته الفنية، أعاد إحياء قيمة ثقافة الشامبا من خلال السيراميك القديم، ممزوجًا بروح الفن التايلاندي المعاصر. أعماله ليست مجرد إحياء للتراث فحسب، بل هي أيضًا بمثابة رابط ثقافي بين حضارتين في جنوب شرق آسيا.
سلسلة "الأرض - الماء - النار - الرياح" للدكتور بورنسوان معروضة في معرض صيف 2024 في تايلاند
يعد الفخار القديم في غو سانه شهادة حية على الإبداع والتبادل الثقافي لجنوب شرق آسيا عبر التاريخ. ومن خلال أبحاثه، اكتشف الدكتور بورنسوان أوجه تشابه مثيرة للاهتمام بين فخار جو سان وطلاء السيلادون التايلاندي من فترة سوخوثاي، بدءًا من المواد وحتى تقنيات التصنيع. وهذا ليس دليلاً على التبادل الثقافي القوي فحسب، بل إنه أيضاً مصدر إلهام له لخلق أعمال تتنفس الثقافتين.
في إبداعه، تم دمج فخار Go Sanh مع فخار Bau Truc - وهو تراث فريد من نوعه لشعب Cham في Ninh Thuan. لقد خلقت فخاريات "جو سان" ذات طين الكاولين الناعم وطلاء اليشم، عندما تم دمجها مع الميزات البدائية وتقنية النار المفتوحة لفخاريات "باو تروك"، لغة فنية جديدة. فهو لا يكتفي بإعادة خلق التراث فحسب، بل يحوله أيضًا إلى شكل إبداعي حديث، يحافظ على الروح التقليدية ويحمل علامة شخصية قوية.
تشكل سلسلة الأعمال "الأرض - الماء - النار - الريح" دليلاً واضحاً على الفلسفة الإبداعية للدكتور بورنسوان. هذه العناصر الطبيعية الأربعة ليست مجرد مواد خام بل هي أيضًا رموز روحية في الحياة والفن. الأرض هي المصدر والمكان الذي تبدأ فيه كل الحياة. الماء هو مجرى التاريخ، يحمل قصص الزمن. النار هي التحول، وتمثل قوة الخلق. الريح هي الحرية، هي الحيوية التي تنتشر خارج كل الحدود.
الدكتور بورنساوان نونثافا (يمين) في معرض فني في تايلاند
تم عرض الأعمال في معرض صيف 2024 في تايلاند وحصلت على جائزة "الفنان ذو الأعمال المتميزة المرتبطة ثقافيًا" التي أسستها الأميرة ماها شاكري سيريندهورن. تذكرنا الأنماط والأشكال في العمل بفخار شامبا القديم، ولكن يتم تقديمها من خلال عدسة معاصرة، تجمع بشكل خفي بين الثقافتين. وهذا يمثل إحياء لتراث الشامبا في شكل عالمي، حيث يلتقي التقليد بالحداثة.
شعلة التراث في الفن المعاصر
لا تتوقف الرحلة الفنية للدكتور بورنسوان عند حدود بلدين، بل تمتد أيضًا إلى المستوى الدولي. ومن المعارض الفنية الكبرى في تايلاند إلى الأحداث الدولية مثل ندوات الفن في الهند والمشاريع الفنية في الولايات المتحدة، أثبت نفسه كشخصية رائدة في فن جنوب شرق آسيا.
إن الجوائز المرموقة التي حاز عليها، مثل الجائزة الأولى في المعرض الوطني للفنون الخزفية (تايلاند) في عام 2016، لا تثبت موهبته فحسب، بل إنها تظهر أيضًا التقدير للطريقة التي يحول بها التراث إلى لغة فنية عالمية. ومن خلال أعماله، فهو لا يعمل على إحياء تراث الشامبا فحسب، بل يلهم أيضًا جيلًا من الفنانين الشباب، ويفتح اتجاهًا جديدًا لفن جنوب شرق آسيا في سياق العولمة.
إن الأنماط والأشكال في أعمال الدكتور بورنسوان تذكرنا بفخار شامبا القديم.
بالنسبة للدكتور بورنسوان، لا يتعلق الفن بالإبداع فحسب، بل يتعلق أيضًا بكيفية إدراك الحياة وتحقيق التوازن فيها. قال ذات مرة: "أنا لا أعمل مع الأرض فحسب، بل أعيش معها. كل عمل هو جزء من رحلة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل".
كل قطعة من الطين، وكل طبقة من السيراميك يلمسها تحتوي على نفس الذاكرة، وحيوية الحاضر، والتطلع إلى المستقبل. فهو لا يرى التراث كشيء ثابت، بل ككيان حي، يحتاج إلى التجديد والتكيف مع العصر. تنقل أعماله رسالة مفادها أننا نأتي من الأرض، وسنعود إلى الأرض، وبين هاتين النقطتين توجد رحلة حياة ذات معنى. فنه هو مزيج من الإنسان والطبيعة، والتقاليد والابتكار، والماضي والتطلعات الإبداعية.
إن النار التي أشعلها الدكتور بورنساوان من تراث الشامبا لم تكن مشتعلة بشدة، بل كانت متقدة ومستمرّة وانتشرت. من أفران جو سان إلى المعارض الدولية، ابتكر رحلة فنية حيث لم يتم إحياء التراث فحسب، بل يعيش أيضًا في الإبداع المعاصر.
مجموعة من المنحوتات للدكتور بورنساوان نونثافا ضمن سلسلة "الأرض - الماء - النار - الريح"
لقد أصبح تراث الشامبا، بفضل يديه، ليس مجرد ذكرى لحضارة غابرة، بل أصبح جزءًا من الحاضر، جزءًا من الاتصال الثقافي العالمي. ومن خلال أعماله، لا يروي الدكتور بورنسوان قصة شامبا فحسب، بل يكتب أيضًا فصلًا جديدًا في فن جنوب شرق آسيا، وهو فصل من الإحياء والإبداع والاستمرارية.
الدكتور بورنساوان نونثافا هو محاضر فني في جامعة راجابات ماهاساراخام (تايلاند) وفنان مشهور بأعماله الخزفية التي تحمل البصمات الثقافية لشامبا وتايلاند. أصبح صهرًا لبينه دينه منذ عام 2016، ويعتبر هذا المكان مسقط رأسه الثاني، والمكان الذي يلهم رحلته الفنية.
وقد فاز بالعديد من الجوائز المرموقة في تايلاند مثل الجائزة الأولى في المعرض الوطني للفنون الخزفية (2016) وتم تكريمه كـ "فنان ذو أعمال متميزة مرتبطة ثقافيًا" قدمتها الأميرة ماها شاكري سيريندهورن.
يشارك الدكتور بورنسوان في العديد من الفعاليات الفنية الدولية، مما يساهم في الترويج لتراث الشامبا للعالم.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/chang-re-thai-lan-lam-song-lai-gia-tri-van-hoa-champa-185250104093222085.htm
تعليق (0)