في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في العديد من الصناعات ومجالات الحياة، من الرعاية الصحية، إلى التمويل، إلى التصنيع والترفيه.

ومع ذلك، وراء قوة وإمكانات الذكاء الاصطناعي، هناك قضية مثيرة للقلق بشكل متزايد: استهلاك الموارد، وخاصة المياه، في تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي والمياه: حلول رائدة لكوكب متعطش
إن استخدام الذكاء الاصطناعي دون التأثير على البيئة يمثل مشكلة ملحة. الصورة: Trendsresearch

أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى استهلاك المياه هو تبريد مراكز البيانات. تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي قدرًا كبيرًا من العمليات الحسابية، مما يؤدي إلى توليد قدر كبير من الحرارة في الخوادم. للحفاظ على تشغيل هذه الخوادم بكفاءة ومنع ارتفاع درجة حرارتها، يتم استخدام الماء للتبريد.

كشفت دراسة حديثة أجرتها صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع باحثين من جامعة كاليفورنيا أن كل رسالة بريد إلكتروني مكونة من 100 كلمة يتم إنشاؤها بواسطة برنامج GPT-4 من OpenAI تستهلك 519 مل من الماء لتبريد النظام، وهو ما يعادل 27 لترًا في السنة إذا تم استخدامها مرة واحدة في الأسبوع.

في الوقت الحالي، يبلغ عدد العمال في الولايات المتحدة حوالي 16 مليون عامل. بافتراض أن 1 من كل 10 أشخاص يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالتردد المذكور أعلاه، فإن كمية المياه اللازمة للتبريد في عام واحد هي 435,235,476 لترًا، وهو ما يعادل كمية المياه التي يستخدمها جميع سكان رود آيلاند في 1.5 يوم.

مع تزايد الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد يصبح الضغط على موارد المياه أكثر حدة، خاصة مع تأثير تغير المناخ على إمدادات المياه العالمية.

ودعا الخبراء شركات التكنولوجيا إلى التركيز على استخدام الموارد بشكل أكثر استدامة، من تحسين عمليات التبريد إلى إيجاد مصادر الطاقة المتجددة وغيرها من حلول توفير المياه.

إن ضمان عدم إضافة تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الأعباء على البيئة والموارد الطبيعية يشكل تحديًا عاجلاً يجب معالجته.

(وفقا لصحيفة واشنطن بوست)

أعلنت شركة علي بابا الصينية عن تحويل أكثر من 100 نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر في يوم واحد "بطريقة سحرية" في 19 سبتمبر، في محاولة لتحسين قدرتها التنافسية مع منافسيها في مجال التكنولوجيا.