وحضر زعماء عرب في 21 أكتوبر/تشرين الأول "مؤتمر القاهرة للسلام" في مصر، وهو الحدث الذي جمع أيضا زعماء ووزراء خارجية من أوروبا وأفريقيا وعدة دول، بهدف البحث عن حل عاجل للصراع المستمر بين حماس وإسرائيل.
أدان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ما أسماه "الصمت العالمي" إزاء الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وتشريد أكثر من مليون آخرين، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز. ودعا أيضا إلى اتباع نهج عادل في التعامل مع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
نقطة الصدام 10.21: الولايات المتحدة تحدد شكل حملة الانتقام الإسرائيلية؛ ما هي قوة صواريخ حماس؟
وقال إن "الرسالة التي يسمعها العالم العربي هي أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل مدنيين أبرياء في غزة والضفة الغربية - المنطقتين اللتين يعيش فيهما الفلسطينيون ويعتبرونهما "دولتهم المستقبلية" - وكذلك المدنيين في إسرائيل.
ويُنظر إلى المؤتمر في القاهرة باعتباره فرصة لمنع انتشار الحرب إلى المنطقة. لكن ثلاثة دبلوماسيين قالوا إنه من غير المرجح أن يتفق المشاركون على بيان مشترك بسبب الحساسية المحيطة بأي دعوة لوقف إطلاق النار، وكذلك ما إذا كان ينبغي ذكر هجوم حماس وحق إسرائيل في الدفاع عن النفس في البيان.
صحافيون يتابعون الملك الأردني عبد الله الثاني يتحدث على شاشة كبيرة في مؤتمر بالقاهرة في 21 أكتوبر/تشرين الأول.
كما أن غياب العديد من الزعماء الغربيين ساهم في إضعاف التوقعات بشأن ما قد يحققه الحدث. ويغيب عن المؤتمر المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولم ترسل الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل ولاعب رئيسي في كل الجهود السابقة لتحقيق السلام في المنطقة، سوى القائم بأعمال سفارتها في القاهرة.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، شددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا على ضرورة إنشاء ممر إنساني لتوصيل المساعدات إلى المدنيين في غزة، وهو ما قالت إنه قد يساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
حماس تطلق سراح رهينتين أميركيين محتجزين في غزة
في هذه الأثناء، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن قتال إسرائيل ضد حماس يجب أن يصاحبه الاهتمام الواجب بالوضع الإنساني في غزة، ودعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجيش الإسرائيلي إلى احترام القانون الدولي وإظهار ضبط النفس.
جرائم حرب؟
أعربت الدول العربية عن غضبها إزاء القصف الإسرائيلي غير المسبوق وحصار قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة ويعد أحد أكثر المناطق كثافة سكانية على وجه الأرض. قُتل أكثر من 4300 فلسطيني في هجمات انتقامية إسرائيلية، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
أمرت إسرائيل الفلسطينيين في شمال قطاع غزة بإخلاء جنوبه، وسط مخاوف من أنها قد تشن هجوما بريا على القطاع. وجاء هذا الانتقام بعد أن شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص وخطف أكثر من 200 آخرين.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال مؤتمر في مصر، إن الفلسطينيين لن يتركوا منازلهم أو يتركوا أرضهم تحت الإكراه.

الزعماء والمسؤولون من الدول المشاركة في المؤتمر بالقاهرة يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي كلمته خلال الحفل، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تعارض ما أسماه نقل الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.
وأضاف السيسي أن "مصر تقول إن حل المشكلة الفلسطينية ليس التهجير، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو العدالة وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة والعيش في دولة مستقلة".
المسلمون ينزلون إلى الشوارع للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على غزة
ويعكس موقف مصر المخاوف في العالم العربي من أن يضطر الفلسطينيون إلى الفرار أو النزوح من ديارهم مرة أخرى، كما حدث خلال الحرب التي أعقبت إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
وقال الملك عبد الله إن التهجير القسري "يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا".
وتخشى الأردن، موطن عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وذريتهم، من أن يؤدي اتساع الصراع إلى منح إسرائيل الفرصة لترحيل الفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية.
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)