إس جي بي
إن أهداف العالم المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع، وتحسين فرص الحصول على مياه الشرب، واتخاذ خطوات نحو التنمية المستدامة للبشرية جمعاء "معرضة للخطر". وهذا هو التحذير الذي أطلقته الأمم المتحدة في تقريرها الأخير.
يصطف الناس للحصول على المياه في بحيرة يازارثينغيان، بالقرب من يانغون، ميانمار. الصورة: رويترز |
أرقام مثيرة للقلق
في سبتمبر/أيلول 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع 17 هدفًا للتنمية المستدامة للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة والاستجابة لتغير المناخ لضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030. وباستخدام أحدث البيانات والتقديرات المتاحة، أجرت الأمم المتحدة تقريرًا بعنوان "أهداف التنمية المستدامة 2023: طبعة خاصة"، وبالتالي قدمت تقييمًا شاملاً للتقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأشار التقرير إلى أن التأثيرات المجمعة لأزمة المناخ، والصراع في أوكرانيا، والتوقعات الاقتصادية العالمية القاتمة، والتأثير الدائم لجائحة كوفيد-19، كشفت عن نقاط ضعف نظامية وأعاقت التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبحسب التقرير، فإن 50% من الأهداف الـ140 المحتملة التي تم تقييمها أظهرت انحرافاً متوسطاً أو شديداً؛ أكثر من 30% من هذه الأهداف لم تسجل أي تقدم أو حتى تراجعت مقارنة بخط الأساس لعام 2015.
وأشارت الأمم المتحدة أيضا إلى أن تأثيرات جائحة كوفيد-19 أعاقت ثلاثة عقود من التقدم المطرد في الحد من الفقر المدقع، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع لأول مرة منذ جيل. وفي حال استمرار هذا الوضع، تحذر الأمم المتحدة من أنه بحلول عام 2030، لن يتمكن 575 مليون شخص من الهروب من الفقر المدقع. وقال التقرير "من المذهل أن نعلم أن العالم يعود إلى مستويات الجوع التي لم نشهدها منذ عام 2005. وواجه حوالي 2.3 مليار شخص انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2021، ويظل سوء التغذية لدى الأطفال مصدر قلق عالمي".
ومن المتوقع أن يصل عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس بحلول عام 2030 إلى 84 مليون طفل. ويقول التقرير إن أفقر الناس وأكثرهم ضعفاً في العالم هم أيضاً الذين يتحملون أسوأ تأثير لهذه التحديات العالمية غير المسبوقة.
يجب أن نتصرف معًا
ويسلط التقرير الضوء أيضا على الإنجازات الإيجابية التي تحققت في عدد من المجالات منذ عام 2015 والتي تظهر إمكانية تحقيق المزيد من التقدم. وعلى وجه التحديد، ارتفعت نسبة سكان العالم الذين يحصلون على الكهرباء من 87% في عام 2015 إلى 91% في عام 2021، حيث تمكن 800 مليون شخص إضافي من الوصول إلى شبكة الكهرباء. لقد ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت بنسبة 65% منذ عام 2015، ليصل إلى 5.3 مليار شخص متصل بالإنترنت بحلول عام 2022. وتثبت مثل هذه الإنجازات التنموية المهمة أن العالم قادر على تحقيق اختراقات نحو مستقبل أفضل للجميع من خلال الجمع بين العمل الجماعي والإرادة السياسية القوية، فضلاً عن الاستخدام الفعال للتكنولوجيات والموارد والمعرفة المتاحة.
وفي التقرير، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الإنسانية تعيش الآن زمن الحقيقة والاعتبار. ودعا السيد غوتيريش جميع الدول الأعضاء إلى جعل عام 2023 نقطة انطلاق للتقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي خلق مستقبل أكثر سلاما وازدهارا لجميع الناس.
دعم البلدان النامية لمكافحة تغير المناخ
في منتدى تعبئة التمويل الأمريكي البريطاني الذي عقد في المملكة المتحدة في 10 يوليو/تموز، تعهد القادة الماليون والشركات والمنظمات الإنسانية بتقديم أكثر من 2 مليار دولار للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة القدرة على التكيف مع المناخ في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ومن الجدير بالذكر إنشاء مصدر جديد لرأس المال بين شراكة Builders Vision وMitsui & Co وRenewable Resources Group، لمعالجة تأثير تغير المناخ على سلاسل التوريد في الزراعة والطاقة وتنمية الموارد الطبيعية. وتعهد ممثلو الشركات المذكورة أعلاه باستثمار ما لا يقل عن مليار دولار في مشاريع أولية في الأسواق الناشئة، وتطبيق أساليب طبيعية مثل الزراعة المتجددة وإدارة المياه المستدامة، وتطوير المنتجات والأنظمة التي تقلل من الآثار السلبية على البيئة.
هل كاو
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)