أكد وزير الزراعة والبيئة دو دوك دوي أن "الثورة الخضراء 4.0" ليست مجرد خيار، بل هي متطلب لا مفر منه، وترتيب للعمل نحو مستقبل أكثر خضرة، معتقدًا أنه لا يمكن أن تكون هناك زراعة مزدهرة إذا استمرت الموارد الطبيعية في التهديد، وتدهور التربة، واستمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ.
ولذلك، في جلسة المناقشة الوزارية التي عقدت اليوم، 17 أبريل، تحت عنوان "مواكبة الثورة الخضراء 4.0: رحلة تحويل نظام الغذاء من أجل عصر مستدام"، استشهد السيد دوي بالأغنية الفيتنامية الشهيرة عن الأرز "الغد يبدأ من اليوم" ودعا إلى: "دعونا نزرع بذور التكنولوجيا الآن، ونزرع التعاون لكي يزدهر ويؤتي ثماره من أجل المستقبل الأخضر للبشرية جمعاء".
"الثورة الخضراء 4.0" ضرورة حتمية
وقال الوزير دو دوك دوي إن البشرية تواجه تحديات غير مسبوقة مثل: تغير المناخ المتزايد الخطورة؛ فقدان التنوع البيولوجي السريع؛ لقد تعطلت سلسلة إمدادات الغذاء العالمية بسبب الاضطرابات الجيوسياسية وتزايد الحمائية، مما يهدد الأمن الغذائي؛ تتزايد فجوة التنمية بين البلدان.
وفي هذا السياق، تعاني الفئات الضعيفة (المزارعون الفقراء والمستهلكون ذوو الدخل المنخفض) من أشد العواقب.
قال دوي: "لا يمكننا حل أزمة المناخ بخلق أزمة غذائية. ولا يمكننا حماية البيئة إذا أهملنا صغار المزارعين. ولا يمكننا مطالبة الدول منخفضة الدخل بالحفاظ على مواردها البيئية إذا لم يتقاسم العالم المسؤوليات والمنافع بإنصاف".
وعلق السيد دوي قائلاً إنه في السياق المذكور أعلاه، فإن "الثورة الخضراء 4.0" لا تساعد فقط على زيادة الإنتاجية وجودة المنتج، بل إنها تقلل أيضًا من استهلاك الموارد، وتخفض الانبعاثات، وتزيد من القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وبالتالي خلق الأساس لتحسين سبل عيش المزارعين.
وفي فيتنام، قال السيد دوي إن الزراعة تلعب دورا هاما بشكل خاص في ضمان الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي وسبل العيش لأكثر من 60٪ من السكان. ومن الجدير بالذكر أن فيتنام، التي كانت دولة ذات نقطة انطلاق منخفضة، وكانت تواجه الفقر وأزمة الغذاء، ارتقت اليوم لتصبح واحدة من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية في العالم، حيث تصدر المنتجات الزراعية إلى ما يقرب من 200 دولة ومنطقة.
ومع ذلك، أشار السيد دوي أيضًا إلى أنه في ظل الموارد المحدودة، من المقدر أن حوالي 10.3 مليون هكتار فقط من الأراضي يمكن استخدامها للزراعة، وأن القطاع الزراعي في فيتنام يواجه العديد من التحديات الكبرى. ولذلك أكد وزير الزراعة والبيئة: "لا يمكن أن تكون هناك زراعة مزدهرة إذا استمرت الموارد الطبيعية في التهديد، وإذا استمرت التربة في التدهور، وإذا استمر المناخ في الاحترار".

وفي مواجهة التحديات المذكورة أعلاه، تعمل وزارة الزراعة والبيئة على تنفيذ عملية التحول الزراعي تدريجيا نحو الزراعة الخضراء والذكية والمستدامة. وأضاف السيد دوي: "نحن نحدد الابتكار، مع التركيز على البحث، وتطبيق العلوم والتكنولوجيا الحديثة، والتحول الرقمي باعتبارها جوهر إحداث اختراقات في القطاع الزراعي".
ومؤخرًا، أصدرت الحكومة الفيتنامية أيضًا استراتيجية التنمية الزراعية والريفية المستدامة للفترة 2021-2030، مع رؤية حتى عام 2050؛ خطة العمل الوطنية لتحويل نظام غذائي شفاف ومسؤول ومستدام في فيتنام بحلول عام 2030؛ مشروع تطوير العلوم وتطبيقها ونقل التكنولوجيا لتعزيز الاقتصاد الدائري في الزراعة بحلول عام 2030...
وعلى وجه الخصوص، يعتبر مشروع التنمية المستدامة لمليون هكتار من زراعة الأرز عالية الجودة ومنخفضة الانبعاثات المرتبطة بالنمو الأخضر في دلتا ميكونج بحلول عام 2030 نقطة مشرقة في التحول الأخضر.
وبحسب قائد قطاع الزراعة والبيئة، فإن كل الجهود والنتائج المذكورة أعلاه أثبتت تصميم فيتنام على تطوير الزراعة الحديثة والمستدامة المسؤولة تجاه الطبيعة والإنسان والمتماشية مع الاتجاه العام للتنمية في العالم.
تشكيل أنظمة غذائية مستدامة
ومع ذلك، قال الوزير دو دوك دوي إن وزارة الزراعة والبيئة تدرك تمامًا أن أي بلد لا يمكنه النجاح بمفرده في رحلة تحويل نظام الغذاء. والسبب هو أن هذا الجهد يتطلب عملاً مشتركاً بين البلدان والمنظمات الدولية والشركات والعلماء والمزارعين؛ وخاصة في سياق النظام التجاري العالمي المعرض لخطر التفتت، مع ظهور الحواجز الجمركية والحمائية.
وأكد السيد دوي أن "التعاون المتعدد الأطراف الجوهري، القائم على العدالة والاحترام المتبادل، هو وحده القادر على مساعدتنا في التغلب على التحديات الهائلة المتمثلة في الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي وتغير المناخ والتنمية العادلة والمستدامة لكل بلد وعلى نطاق عالمي".

وعلى هذا الروح، طلب الوزير دو دوك دوي من الشركاء، من خلال منتدى P4G، مشاركة المواضيع العملية التالية: تطبيق التكنولوجيا والابتكار في الإنتاج الزراعي لاستخدام الموارد بشكل فعال وتحسين الإنتاجية والجودة وخاصة الحد من الانبعاثات.
وبحسب وزارة الزراعة والبيئة فإن تطبيق الابتكار المذكور أعلاه هو اتجاه حتمي للقطاع الزراعي للتكيف مع تغير المناخ وفي الوقت نفسه المساهمة في تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية الصافية الذي تسعى إليه العديد من البلدان.
وثانيا، يتعين على الشركاء تقاسم دور الهيئات التنظيمية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص في نقل التكنولوجيا والدعم المالي والفني وبناء القدرات للمزارعين، وخاصة صغار المزارعين. إن التنسيق الوثيق والشامل بين الأطراف شرط أساسي لضمان فعالية برامج التحول واستدامتها.
وسيتبع ذلك تبادل الخبرات والنماذج والممارسات الجيدة من البلدان في تطوير الزراعة الخضراء الدائرية، مع ضمان الأمن الغذائي وسبل العيش للناس.
وأكد السيد دوي أن "هذه التجارب القيمة ستساهم في إثراء تفكيرنا وأفعالنا المشتركة".
وأعرب الوزير دو دوك دوي عن اعتقاده بأن جلسة المناقشة، بمشاركة قادة وخبراء بارزين في مجالات الزراعة والبيئة، ستخلق خطوات مهمة إلى الأمام، وتساهم في تشكيل نظام غذائي عالمي مستدام، وتلبية متطلبات "الثورة الخضراء 4.0" وضمان الأمن الغذائي، وحماية الكوكب الأخضر الوحيد على الإطلاق للأجيال القادمة.
وعلى هذا الروح، دعا وزير الزراعة والبيئة الفيتنامي البلدان إلى "تحويل التزامات اليوم إلى إجراءات ملموسة غدًا، من أجل مستقبل حيث يستفيد الجميع - من مرتفعات إثيوبيا إلى سهول جنوب أفريقيا، ومن حقول الأرز في كان ثو (فيتنام) إلى المزارع العضوية في أيرلندا - من نظام غذائي شفاف ومسؤول وعادل وذكي وأخضر".
قبل أن يختتم الوزير دو دوك دوي خطابه، اختتم بصورة مألوفة ولكنها ذات مغزى للمزارعين الفيتناميين: "حبة الأرز ليست مجرد طعام - بل هي أيضًا قلب المزارع، وبلورة التكنولوجيا والطبيعة ورغبة البشرية في حياة خضراء".
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/bo-truong-do-duc-duy-geo-mam-cong-nghe-de-ket-trai-cho-tuong-lai-xanh-post1033345.vnp
تعليق (0)