والدي رجل قليل الكلام، قوي مثل خشب الحديد الذي استخدمه للتخطيط والنحت لبناء هذا السقف. لكن كل ليلة، بعد العشاء، كان يحملني بين ذراعيه، ويجلس على الأرجوحة المتأرجحة على الشرفة، ويبدأ في الغناء. لم يكن لترنيمة والدي اسم، في بعض الأحيان كانت أغنية شعبية من وسط فيتنام التقطها، وفي أحيان أخرى كانت مجرد بضعة أسطر متكررة، لكنها كانت تحتوي على عالم كامل من الحب.
أتذكر أن صوت والدي كان منخفضًا وأجشًا، مثل صوت الريح التي تهب عبر أشجار جوز الهند خلف المنزل. قال البعض أن صوته لم يكن جميلاً أو شجياً، لكن بالنسبة لي، كانت القطعة الموسيقية الأكثر روعة. في كل مرة أسمع صوت والدي، أشعر بالهدوء والأمان والحب. ذات مرة، عندما كنت في الثامنة من عمري، أخذني والدي إلى منزل والدي بالدراجة. كانت شمس شهر يونيو حارقة للغاية والطريق الترابي الوعر جعل العجلات تنزلق. لقد كنت مرهقًا وبكيت طوال الطريق. لم يقل أبي شيئًا، فقط قادني بصمت، ثم غنى لي تهويدة بهدوء - الأغنية المألوفة التي كان يغنيها لي كل ليلة. في منتصف الظهيرة الحارقة، كانت تلك الأغنية مثل النسيم البارد، الذي خفف من تعبي.
عندما كبرت، بدأت أشعر بالحرج من تهويدات والدي. عندما سألني أصدقائي عما أحب الاستماع إليه، لم أجرؤ على القول إنني ما زلت أحب سماع صوت والدي، وما زلت أريده أن يحملني ويهزني حتى أنام. خلال فترة البلوغ، ابتعدت تدريجيًا عن والدي - الأب الريفي، الخشن والهادئ. أسعى وراء الموسيقى الحديثة النابضة بالحياة، ثم في الليالي المتأخرة عندما أتقلب في سريري، أتذكر تهويدة والدي العميقة.
ثم ذهبت إلى المدرسة البعيدة عن المنزل، في الليالي البعيدة عن المنزل، وكان صدى تلك التهويدة يتردد أحيانًا في أحلامي. في إحدى الليالي استيقظت مذعوراً، وكانت الدموع تبلل وسادتي، وكان قلبي فارغاً. اتصلت بأبي، ولم أتحدث كثيرًا، أردت فقط سماع صوته. لكن والدي ظل على حاله، هادئًا، يسأل فقط: "هل يمكنك أن تأكل؟" "وإذا كنت تفتقد المنزل، حاول أن تدرس بجد وتعود غدًا."
في يوم تخرجي، جاء والدي إلى الحفل. كان أبي واقفًا في نهاية القاعة، ممسكًا بقبعة البكالوريوس التي أعطيتها له. عندما التقط الجميع الصور، وعانقوا بعضهم البعض، وبكوا وضحكوا، أردت فقط أن أركض لأعانق والدي، وأن أشكر الأغاني الهادئة التي ربتني على مر السنين.
الوقت يمر بسرعة. الآن أنا أب، وابنتي أصبحت تبلغ من العمر 3 سنوات فقط. كل ليلة، أهدئ طفلي حتى ينام على أنغام الأغاني التي كان والدي يغنيها. لا أستطيع الغناء بشكل جيد، صوتي أجش مثل صوت والدي، لكن الفتاة الصغيرة تضحك في كل مرة أغني فيها. فجأة فهمت، هناك ألحان لا تحتاج إلى أن تكون مثالية - فقط تحتاج إلى أن تكون من الشخص الذي تحبه.
اتصلت بأبي أمس. كان يجفف الأرز في الفناء، وكان صوته لا يزال أجشًا وخشنًا كما كان من قبل. حكيت لأبي قصة ابنتي، فقلّدته في هزّها حتى تنام كما في الأيام القديمة. ابتسم الأب ولم يقل شيئا. لكنني أعلم، على الجانب الآخر من الخط، أن أبي عاطفي.
تهويدة الأب ليست أغنية عادية. إنه حب الأب لطفله، وطريقته في قول "أحبك" بطريقته الخاصة. والآن، أواصل هذا اللحن، لجيل آخر - تهويدات تسمى الحب الأبوي، عبر أجيال عديدة لا يزال صداها يتردد إلى الأبد.
مرحبا بالحب، الموسم الرابع، تحت عنوان "الأب" تم إطلاقه رسميًا في 27 ديسمبر 2024 على أربعة أنواع من الصحافة والبنية التحتية الرقمية للإذاعة والتلفزيون وصحيفة Binh Phuoc (BPTV)، واعدًا بإيصال القيم الرائعة للحب الأبوي المقدس والنبيل إلى الجمهور. |
المصدر: https://baobinhphuoc.com.vn/news/19/171884/bai-hat-ru-cua-ba
تعليق (0)