يدق خبراء الذكاء الاصطناعي وعلماء السياسة المتمرسون في مجال التكنولوجيا ناقوس الخطر بشأن الحالة غير المتوقعة التي قد تواجهها أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
"أمريكا ليست مستعدة لذلك"
ونقلت قناة فوكس نيوز في 15 مايو/أيار عن السيد إيه جيه ناش، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة الأمن السيبراني زيرو فوكس (التي يقع مقرها الرئيسي في مينيسوتا بالولايات المتحدة)، تحذيره من أن الأميركيين غير مستعدين لاحتمال التعامل مع الذكاء الاصطناعي. وبحسب قوله، فإن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فقط تأليف رسائل البريد الإلكتروني والرسائل ومقاطع الفيديو للحملات الانتخابية بسرعة، بل يمكن أيضًا تحويله إلى أدوات خطيرة.
الحكومات تتسابق لتنظيم أدوات الذكاء الاصطناعي
وأوضح ناش أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي يوفر قفزة كبيرة إلى الأمام في القدرة على إنشاء محتوى صوتي وفيديو. وعندما تتمكن من القيام بذلك على نطاق واسع وتوزيعه عبر منصات التواصل الاجتماعي، فسيكون له تأثير كبير". من بين الإمكانيات العديدة التي يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT القيام بها، هناك العديد من الإمكانيات التي لها تأثير قوي على الانتخابات والتصويت في دولة حديثة مثل الولايات المتحدة.
يمكن لـ ChatGPT إنشاء قدر كبير من المحتوى في وقت قصير
صورة توضيحية: رويترز
على سبيل المثال، يمكن لبرنامج ChatGPT إنشاء رسائل صوتية آلية تحاكي أصوات المرشحين، وتطلب من الناخبين التصويت في اليوم الخطأ؛ نشر تسجيلات صوتية لمرشحين يعترفون فيها بارتكاب جريمة أو إنشاء محتوى عنصري؛ إنشاء مقطع فيديو لشخص يلقي خطابًا أو مقابلة لم تحدث أبدًا في الواقع. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر صور تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر استنادًا إلى العروض الإخبارية المحلية، مع محتوى مضلل مثل الإعلان عن انسحاب أحد المرشحين من السباق.
"ماذا لو اتصل بك الملياردير إيلون ماسك شخصيًا وأقنعك بالتصويت لمرشح معين؟" هذا ما قاله الدكتور أورين إيتزيوني، الرئيس التنفيذي السابق ومؤسس معهد ألين للذكاء الاصطناعي (مقره في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية). وأشار الدكتور إيتزيوني إلى أن "الكثير من الناس كانوا يستمعون إليه. لكنه لم يكن يجري أي مكالمات هاتفية من هذا القبيل، بل كان الأمر يتعلق بالذكاء الاصطناعي".
خطر من العدو
حذر السيد بيتكو ستويانوف، كبير مسؤولي التكنولوجيا العالميين في شركة الأمن السيبراني فورس بوينت (التي يقع مقرها الرئيسي في تكساس بالولايات المتحدة)، من أن القوى الأجنبية قد تستغل الذكاء الاصطناعي لمحاولة تخريب الانتخابات الأمريكية لعام 2024. وتساءل السيد ستويانوف: "ماذا يحدث إذا حاولت قوة أجنبية أو منظمة إجرامية إلكترونية أو دولة انتحال شخصية شخص ما؟ ما هو مستوى التأثير؟ هل لدينا طريقة للرد؟"، وأثار السيد ستويانوف أسئلة تحتاج إلى معالجة. وذكر أن الولايات المتحدة ستشهد موجة من المعلومات المضللة من مصادر أجنبية خلال فترة الانتخابات.
كما حذر السيناتور بيت ريكيتس (نبراسكا) من خطر استخدام المنظمات المؤيدة للصين لتقنية التزييف العميق (وهي تقنية تخلق صورًا ومقاطع فيديو مصطنعة لتبدو وكأنها أشخاص وأحداث حقيقية) خلال موسم الانتخابات لعام 2024. وقال ريكيتس لشبكة فوكس نيوز: "إنهم يمتلكون هذه القدرة بالتأكيد، وهذا شيء يجب أن نكون يقظين بشأنه حقًا".
منذ بداية العام، تسببت الأخبار المزيفة التي تنتجها الذكاء الاصطناعي في إثارة العواصف على شبكات التواصل الاجتماعي عدة مرات. وتشمل هذه الفيديوهات المزيفة لبايدن وهو يدلي بتصريحات مسيئة عن الأشخاص المتحولين جنسياً، أو صور مفبركة تظهر أطفالاً يتعلمون الشيطانية في المكتبات. وقد صدق الكثيرون ذلك بعد أن نشر موقع الإنترنت صورة لملف الرئيس السابق دونالد ترامب لدى الشرطة، رغم أنه لم يتم تصويره كمجرم. وتُظهر صور أخرى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ترامب وهو يقاوم الاعتقال، وهي أيضًا مزيفة.
قدمت النائبة إيفايت كلارك (نيويورك) مشروع قانون من شأنه أن يلزم المرشحين بإخطار الناخبين بالإعلانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما شاركت السيدة كلارك في رعاية مشروع قانون من شأنه أن يتطلب من أي شخص يقوم بإنشاء صور مركبة تضمين علامة مائية للإشارة بوضوح إلى أصل الصورة. كما أصدرت العديد من الدول مقترحاتها الخاصة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالتزييف العميق.
وقال السيناتور ريكيتس إن ما يمكن فعله الآن هو زيادة تثقيف الأميركيين حول المخاطر الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن الحكومة الأميركية يمكن أن تعمل مع الجامعات لتحسين قدرتها على اكتشاف الصور المزيفة قبل الانتخابات.
تمت ترقية ChatGPT
وفقًا لموقع Mashable، قامت شركة OpenAI (كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية) للتو بإجراء ترقية مهمة لـ ChatGPT، والتي بموجبها يمكن لهذه الأداة الآن الاتصال وتصفح الويب أثناء التشغيل. يتيح هذا لـ ChatGPT البقاء على اطلاع بأحدث المعلومات وتقديم إجابات أكثر دقة. في الوقت الحالي، تقوم شركات مثل أمازون في الولايات المتحدة بتعيين فرق من مهندسي الذكاء الاصطناعي لبناء ودمج واجهات مثل ChatGPT لخدمة تبادلات العملاء.
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)